الاثنين، 9 أبريل 2012

توصيات سماحة اية الله بهجت للشفاء من المرض :

توصياته للشفاء من المرض :

قم بهذه الأعمال، ولتكن نيتك شفاء المريض إذا لم يكن موته من الأمور الحتمية:

1. اجعل كمية قليلة من تراب مدفن سيد الشهداء -عليه السلام- في ماء زمزم، ثم اقرأ عليه سورة الحمد سبعين مرة، وأعطه للمريض ليتناول منه كل يوم في أوقات متعددة، حتى يشفى.

2. أعطوا الصدقة لفقراء متعددين، وإن كان مقدار الصدقة لكل واحد منهما قليلاً.

3. اقرؤوا سورة الحمد سبع مرات في كل يوم بنية شفاء المريض.

4. ليقرأ كل من يذهب لعيادة المريض سورة الحمد لشفائه.

5. اذهبوا بالمريض إلى المشاهد (مراقد المعصومين عليهم السلام و..) وإذا لم يتمكن فليتوجه المريض بقلبه إلى ذلك المشهد، وليزر صاحب ذلك المشهد، ويكفي ذهابه إلى ذلك المزار بنية الشفاء.

6. اقرؤوا مصائب أهل البيت -عليهم السلام- عند المريض بحيث يتأثر وينقلب حاله.

7. اقرؤوا حديث الكساء (بصورة مكررة) للشفاء وأوقدوا العود في المجلس الذي يقرأ فيه هذا الحديث.

8. اذبحوا شاة وأعطوا لحمها إلى الفقراء نذراً.

9. يصلي المريض بعد صلاة الصبح ركعتي صلاة الحاجة، وليقل بعد ذلك ثلاث مرات: (اللهم اشفني بشفائك، وداوني بدوائك، وعافني بعافيتك من بلائك، فإني عبدك وابن عبدك). ثم ليقل أيضاً مرة واحدة: (بحرمة الإمام الكاظم عليه السلام).

الشيخ حبيب الكاظمي قيام الليل وحركة التكامل

قيام الليل وحركة التكامل

إن مقام العبودية من أرقى المقامات في هذه الحياة، بل هي ثمرة الوجود.. والذي لا يعيش حالة العبودية لله -عز وجل- إنسان غاصب، لأن هذه الأرض هي ملك لله -تعالى- والإنسان الذي يعيش عليها، وقد أغضب صاحبها، فهو يعيش عليها دون رضاه.. وبالتالي، فإن صلاته غير مقبولة لأنها على أرض مغصوبة.

- قال تعالى {وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا}.. إن المؤمن له أنس بالليل.. لأن الليل أولا فيه هدوء، والإنسان يحتاج إلى هدوء.. وثانياً ميزان السيئات والمعاصي، يصل إلى أدنى مستوى في الليل.. فأفضل الساعات هي ساعة قبل آذان الفجر، والساعة والنصف بين الطلوعين.. ومن هنا، فإن جوف الليل بالنسبة للمؤمن هي ساعة لقاء، وليس قضية عبادة إجبارية لأجل الثواب.. فهو ينتظر جوف الليل كي يخلو مع ربه في مناجاة بليغة.

- وليس المهم أن يصلي الإنسان صلاة الليل، ولكن المهم أن ينوي ذلك.. فإن كان مستيقظاً صلى صلاة الليل، وإن لم يستيقظ فعليه بالقضاء في النهار، ولو ركعتي الشفع والوتر فقط، فهذه حركة جميلة.. وبذلك يجعل من الملحقين بأهل قيام الليل.. وهذا فخر عظيم!.

إن هناك مجموعة من المستحبات اللازمة قبل النوم:- أولا: الوضوء.. المؤمن قبل أن ينام يتوضأ، فالذي يبيت على طهور، هذا الإنسان ينام وهو في حال عبادة.. عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): (من بات على طهر، فكأنما أحيى الليل).. إن ثلث العمر يمضي بالنوم، فلماذا لا نحول هذا الثلث إلى عبادة مستمرة؟.. فالإنسان يوم القيامة تقتله الحسرة، لأنه كان بإمكانه أن يقوم ببعض الأعمال البسيطة، ويصبح غنيا في مثل هذا اليوم.. عن أمير المؤمنين (عليه السلام): (ما أعرف أحدا، إلا وهو أحمق فيما بينه وبين ربه)!..

- فإذن، لماذا لا نحول هذا الثلث، إلى طاعة بين يدي الله -عز وجل- وذلك من خلال النية التي لا تكلفنا إلا كلمة واحدة، أو حتى خاطرة، فنقول: اللهم!.. إني أنام لأتقوى بنومي على عبادتك، ولأعمل في النهارو أكد على عيالي، فالكاد على عياله كالمجاهد في سبيل الله.. كان رسول الله (ص) إذا نظر إلى الرجل فأعجبه، قال لأصحابه: هل له حرفة؟.. فإن قالوا: لا، قال: سقط من عيني، قيل: وكيف ذاك يا رسول الله؟!.. قال: لأن المؤمن إذا لم تكن له حرفة يعيش بدينه.

- ثانيا: النوم على الجنب الأيمن مستقبلا جهة القبلة.. عن النبي (صلى الله عليه وآله): (إذا أتيت مضجعك، فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم اضطجع على شقك الأيمن...).

- ثالثا: تسبيحات الزهراء (عليه السلام): عن الصادق (عليه السلام): (من بات على تسبيح فاطمة -عليها السلام- كان من الذاكرين لله كثيراً والذاكرات).

- رابعا: قراءة آخر آية من سورة الكهف حتى يستيقظ للصلاة في وقتها.. {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا}.

- خامسا: قراءة التوحيد ثلاث مرات.. قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (أما تعلم أنك إذا قرأت {قل هو الله أحد} ثلاث مرات، فقد قرأت القرآن كله...).

- سادسا: الاستغفار.. قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (وإذا قلت: أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه -عشر مرات- فقد أرضيت الخصوم...).

- سابعا: المناجاة.. يستحب للمؤمن أن يناجي الله قبل النوم، والذي يخاف من تلاعب الشيطان به في النوم فليقرأ، (اللهم!.. إني أعوذ بك من الاحتلام، ومن سوء الأحلام، ومن أن يتلاعب بي الشيطان في اليقظة والمنام).

- إن من يريد أن يصل إلى مقام اللقاء، لا بد له من العمل، وليس فقط بحضور المجالس والاستماع.. فالذي يحب يعمل ويكدح، من أجل الوصول للمحبوب.. ونحن في التعامل مع الله -عز وجل- عشاق مفلسون.

- إن الإنسان الذي تصفو نفسه تصبح مرآته شفافة، وإذا أصبحت عدسة القلوب شفافة، فإنه يرى ما يراه المنظار التلسكوبي الفضائي.. عندئذ يتلقى المعارف، وهذه المعارف منها ما يأتي في المنام.. فإبراهيم (عليه السلام) ما جاءه جبرائيل وطلب منه أن يذبح إسماعيل، وما جاءه كتاب من الله، إنما رأى ذلك في المنام {إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ}.. فالإنسان قد يصل إلى درجة من الدرجات، يتلقى فيها العلم في نومه.. إن الإنسان المؤمن بعض الأوقات يستيقظ من نومه، وهو في حالة نشاط، ويرى بهجة في قلبه، كأنه سافر إلى زيارة ورجع منها.. نعم هذه الروح ذهبت إلى الله عز وجل {اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}، الإنسان النائم يذهب إلى الله عز وجل، فإذا كان الله -عز وجل- غير راض عن الإنسان.. فإنه يرجع له الروح كما هي، بل ملوثة والشياطين تلعب بها ذهاباً وإياباً.

- إن المؤمن عليه أن يتزوج من تناسبه، فبعض المؤمنين تكون روحياته عالية، وعندما يتزوج يفقد كل شيء.. لذا على المؤمن أن يدقق في اختيار الزوجة التي لا تكون مانعاً، إذا لم تكن دافعا.. إذ أن بعض النساء يرون أن هذه الصلاة ضرة لهن، فتمنع الزوج من ممارسة بعض المستحبات الراجحة.. ولكن أيضا على الزوج أن لا يبالغ بشكل ينفر الزوجة.

- إن مشكلة النساء هذه الأيام، في كل مكان.. لو أن أحدهم أحب ملكة جمال، ثم أخبر بأن هذه المرأة كانت تضرب أمه!.. هل يبقى هذا الجمال مغريا؟.. بالتأكيد لا، بل تصبح عدوة له.. وبالتالي، فإن المرأة السافرة هي عدوة لله -عز وجل- بسفورها.. فكيف يرتاح المرء إلى امرأة، هي في مقام العمل هتكت شريعة رب العالمين!.. فهو إذا كان محبا لله حقيقة، فإنه بلا مجاهدة يتركها.. لأنها امرأة هتكت حرمة رب العالمين؟.. أحدهم كان يقول بأنه يرى النساء السافرات كالبهائم، رحم الله الشهيد مطهري الذي يقول: لو كان السفور حضارة وتمدنا، فالحيوانات أكثر الأشياء تمدناً!.. هنيئا لمن أصبحت نفسه نفساً ملكوتية!.

- إن باب اللقاء الإلهي مفتوح للجميع وفي كل وقت، وباب المعرفة مفتوح للجميع.. فأويس القرني ما رأى رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقد جاء للمدينة ولم يكن موجودا.. ولكن رب العالمين أوصله إلى كمالات مذهلة!..

- إن التاجر الذي مُنيَ بخسارة في تجارته، فإنه كلما أسرع في إغلاق المحل، كلما قلت خسارته، وهذا ربحٌ أيضاً.. لذا على المؤمن أن يسرع في تغيير ما هو فيه، وخاصة الذنوب الخالقية.. إذ يكفي أن يناجي ربه في جوف الليل نادما مستغفرا قائلا: (إلهي!.. إن كان الندم على الذنب توبةً، فإني وعزّتك من النادمين.. وإن كان الاستغفار من الخطيئة حطّةً، فإني لك من المستغفرين)!..

- أما بالنسبة إلى حقوق الغير، إذا كانت مالية، فعليه أن يرجعها لأصحابها.. حتى لو كان قاتلا، فعليه دفع الدية.. فالعودة إلى الله -عز وجل- سهلة جدا، (ابنَ آدم!.. اطلبني تجدني، فإن وجدتني وجدتَ كلَّ شيء، وإن فِتُكَ فاتكَ كلَّ شيء)، فرب العالمين أشد فرحاً بتوبة عبده، ممن ضل راحلته في ليلة ظلماء ثم وجدها.. يقول تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ}؛ والتواب هو كثير التوبة؛ أي يعصي ويتوب، ثم يعصي ويتوب.. ولكن بشرط عدم الاستهزاء.- إن تذكر الذنوب يوجب اليأس، ويوجب التقاعس.. ولكن في بعض الحالات، لا بأس بتذكر المعاصي، كي لا يصاب الإنسان بالعجب، وعند الذهاب للكعبة فليتذكر الإنسان ذنوبه عند المستجار.- إن الغفلة عن الله -عز وجل- هي من أكثر الأمور حرقة لباطن الإنسان.. مثلا: لو جاء إلى بيت أحد المؤمنين مرجع تقليد، وذهل عنه إلى الصباح، فلم يقم بضيافته كما يجب، فإنه سيعيش الخجل، لأنه غفل عنه.. هو ما آذاه بكلام، ولا طعنه بخنجر.. ولكنه غفل عنه، فإذا به يعيش الحرقة والخجل والندم.. وكذلك الغفلة عن الله عز وجل، فإنها تورث الحسرة القاتلة في الدنيا قبل الآخرة.


منقول من شبكة السراج الى الله

الشيخ حبيب الكاظمي 100 كلمة قصيرة مقتبسة من محاضراتة

100 كلمة قصيرة لسماحة الشيخ حبيب الكاظمي

مقتبسه من محاضراته في المناسبات المختلفة

﴿الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ َ﴾

1- كم من الذين يتلون القرآن، والقرآن يلعنهم!.. وكم هم الذين يفسرون القرآن بما لا يخطر على الافهام، وهم بعيدون كل البعد عن معاني القرآن الكريم!.. فإذن، إن القرآن الكريم يقول بأنني هدى، ودليل، ومنقذ، ومُخرج من الظلمات إلى النور؛ ولكن لمن؟.. للمتقين!..

2- إن المتقي ليس هو ذلك الصوّام القوّام، وإنما هو ذلك الإنسان الذي اكتشف الطريق، ورأى الهيكل، ورأى المخطط، ويعلم من أين يبدأ، وإلى أين ينتهي؛ فآمن بالغيب، وترقى عن عالم الحواس..

3- إن الإنسان إذا لم يُظلم من قبل إنسان، فليس له الحق أن يهتك عيوبه؛ لأن الاذن الالهي انما هو بالنسبة الى من ظلم فحسب!..

4- البعض منا يعيش الوسوسة في القراءة، وفي الطهارة، وفي النجاسات، وما شابه ذلك، ولا يعيش الوسوسة القولية عندما يريد أن يتكلم على مؤمن.. والحال أن هذه الوسوسة مقدسة، ومثمرة، ويحبها الشارع.. بخلاف الوسوسة في القراءة، والصلاة..

5- المؤمن العارف، والمريد، والمحب للمولى، يكفي أن يعلم بأن الله -عز وجل- لا يحب هذا العمل، لهذا لا يحتاج إلى ذكر العقوبات يوم القيامة.. وهنا قمة الإيمان..

6- إذا تحول الإنسان إلى محب لله -عز وجل- فإنه لا يبحث عن الحيل الشرعية، ولا يبحث عن الرخص.. صحيح أن كل مكروه جائز، ولكنه لا يفرق بين المكروه والحرام؛ لأن كليهما لا يحبهما الله عز وجل..

7- إن روايات المراقبة والمحاسبة والعقاب يوم القيامة، قد لا تكفي لإيجاد الدواعي الذاتية في قلب الإنسان المؤمن.. حيث أن قوام المراقبة والمحاسبة، هو الالتفات إلى هذه الحقيقة، أي حقيقة السمع وحقيقة العلم الإلهي لأفعال المؤمن.. {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}..

8- إن المؤمن الذي يرجع من الحج أو من العمرة، أو ينتهي من شهر رمضان، ومن ليالي القدر، أو ينتهي من صلاة ليل خاشعة، ثم يخالف؛ فمثله كمثل الحواريين.. تلك مائدة تؤكل، وهذه مائدة تدرك.. {إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَن يَكْفُرْ بَعْدُ مِنكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لاَّ أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِّنَ الْعَالَمِينَ}..

9- عندما يرى الله -عز وجل- عبده ساعياً في الهداية، مفرغاً نفسه من أي حكم مسبق؛ فإن الله -عز وجل- يتدخل في المسك بيد ذلك الضال الذي يرى بأنه ضال، ويرى الهداية من الله عز وجل.. ومع ذلك يسعى قدر إمكانه في تلمس الهدى..

10- إن الإنسان بالدعاء الحثيث لإحراز القابلية، تُمدد له العطاءات المعنوية..

11- إن الإنسان الذي يصلي صلاة الليل، وهو في قمة انشغالاته المعنوية؛ عليه أن لا يهمل أمر من حوله: سواء الزوجة، أو الذرية، أو الأرحام، أو الجيران، أو المجتمع.. فيشملهم بدعائه ويجعلهم في دائرة اهتمامه..

12- يجب على الإنسان أن لا يتذرع بأنه مشغول بالمناجاة، فيعيش الفناء الإلهي، والذوبان في المعاني القدسية، وينسى تكليفه الاجتماعي.. فإنه في مظان السلب لهذه النعم..

13- إن المؤمن في الدنيا يحب أن يصل إلى بعض المدارج المعنوية العليا جدا، والله يحجبها عنه.. لا لبخل في فيضه، وإنما لعدم تحمل المؤمن لبعض صور العنايات الخاصة.. إذ من الممكن أن يغير مجرى حياته الدنيوية فلا يستقيم له شيء في الحياة..

14- يجب على المؤمن أن يطلب الدرجات العليا، ويقنع بما يُعطى.. لأنه هو الخبير والبصير بقابليات العباد، وبما يستحقونه من قوتٍ، سواء في عالم المادة أو في عالم المعنى..

15- إن أصحاب العمل، وأصحاب العبادة والسعي، وأصحاب الجهد والجهاد، هؤلاء يُخافُ عليهم من الشيطان؛ لأن هناك مادة يمكن أن يستثمرها الشيطان بخلاف الخالي من كل كمال..

16- إن الإنسان في الدعوة لله عز وجل، عليه أن يكون نفَسه طويل.. إن الهبات العالية لا تنال بجهد بسيط..

17- إن على المؤمن أن لا ينظر إلى الحصاد، ولا ينظر إلى الثمار؛ وإنما ينظر إلى سعيه.. لأن من ينظر إلى الثمرة وإلى النتيجة، لابد وأن يقصّر في السعي، فهو دائما يسعى بحسب الثمار..

18- كم من المؤمنين يعيشون أجواء المساجد، ويعيشون في بلاد المسلمين، ويعيشون في أجواء مشجعّة تحت يدي أبوين مؤمنين، ولكن لا يستغلون هذه الأجواء!..

19- إن الإنسان في بعض الأوقات، يركن إلى ماضيه.. فيشغله الشيطان بالماضي المشرق، ليلهيه عن الحال وعن المستقبل، ويقول له: أنت كنت كذا وكذا.. وبالتالي، فإنه يرى لنفسه رصيداً كبيراً..

20- إن قصة يوسف كلها فرج بعد شدة، فهي تجربة لبني آدم.. وعليه، فإن على الإنسان أن لا يعيش اليأس في أسوء الحالات..

21- إذا أردنا أن نخاطب رب العالمين، علينا أن نسلك هذا السلوك، وهو: التحميد، والتعظيم، والتفخيم.. ولهذا فإن المؤمن لا يدعو إلا بعد أن يثني على الله حق الثناء، ثم يصلي على أهل بيته، ثم يدعو..

22- نحذر الإنسان العابد الذي لا عقل له، من الوقوع في خطر الانحراف القاتل في يوم من الأيام..

23- إن الذي يعيش حالة الانحراف دهراً من حياته، ثم يعود إلى الله عز وجل؛ فإن الله -تعالى- يبدل سيئاته حسنات.. أضف إلى أن حالة الخجل التي يعيشها، تجعله لا يصاب بالعجب، إضافة إلى سرعة الدمعة عنده عندما يتذكر أيام جاهليته!..

24- إن على المؤمن أن يحذر حالة الخسران المستمرة في حياته.. بمعنى أنه يجب أن ينظر دائما إلى عمله، من خلال المراقبة الذاتية..

25- ما هي علامة العمل المقبول؟.. إن العمل المقبول، هو ذلك العمل الذي يعيش معه الإنسان الانتعاش الروحي..

26- إن الإنسان عندما يزاول عملا مخلصا لوجه الله تعالى؛ فإنه يعيش حالة من حالات النفحات الإلهية؛ المصاحبة للعمل، والرافعة لكل تحير واضطراب..

27- إن الدعاء قبل وقوع البلاء لدفعه، أقوى من الدعاء بعد نزول البلاء لرفعه.. حيث أن الأمر يحتاج في الحالة الثانية لدعاء مضاعف..

28- إن الدعاء قبل مجيء البلاء أقرب للإخلاص؛ لأنه يعبر عن حالة الحب للحديث مع الله -تعالى- لا طلبا لمتاع عاجل..

29- عندما يدعو المؤمن في حال الشدة، لا يعيش حالة من الخجل والاستحياء؛ لأن هذا هو ديدنه (يدعو في الرخاء والشدة).. فهو ليس عبدا انتفاعيا، لا يدعو ربه إلا في الشدائد..

30- كل معصية هي ابتعاد عن النور، وكلما امتد زمان المعصية؛ كلما زاد الابتعاد عن النور، إلى درجة لا يؤمل العودة إلى ذلك النور أبدا..

31- كلما أذنب الإنسان ذنبا، اقترب من الظلمة درجة، إلى حد يصل كما يعبر القرآن الكريم: {إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا}.. عندئذ يتخبط الإنسان في الظلام الدامس، فلا يعلم يمينه من شماله..

32- إن النفوس المطمئنة نفوس قليلة في عالم الوجود، كنفس الحسين (ع).. أما نفوسنا نحن، فهي نفوس أمارة أو لوامة.. لذا على المؤمن أن يتخذ ساعة من ليل أو نهار، فيتشبه بنبي الله يونس (ع) فيسجد ويقرأ آية: {لّا إِلَهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ}.. يكفي أن يقولها مرة واحدة، ولكن بانقطاع شديد إلى الله عز وجل..

33- إن من يريد السعادة المنشودة، والاطمئنان القلبي؛ فإن هذه السعادة لا يمكنها أن توجد، إلا ضمن جو الإيمان، والعودة إلى واهب السعادة وخالقها..

34- لا يمكن أن تتحقق السعادة والاطمئنان في القلب؛ إلا بمراجعة الوصفة التي جاءت من قِبل مقلِّب القلوب، بل خالق القلب..

35- إن الإنسان الخاشع، يستلذ بالصلاة، والحديث مع رب العالمين.. بحيث لا يقاس إلى ذلك أية متعة من متع الحياة الفانية..

36- إن الذي لا يخشى ولا يخشع؛ هو إنسان لا يعرف الله، فمثله في ذلك كمثل المنكر له في مقام العمل..

37- إن الإنسان الذي لا يفوّض أمره إلى الله تعالى، وكذلك الذي يخشى قلبه من انقطاع الرزق، والذي يخاف المخلوق.. هذا الإنسان لا يعد مؤمناً بالله عز وجل؛ لأنه لم يحقق السكينة والاطمئنان في حركة حياته..

38- إن المؤمن الذي يخشع في صلاته، ويترك اللغو، ويحافظ على فرجه، و...الخ؛ ولكنه لا يراعي أمانته.. فإنه بعيد من رحمة الله تعالى، وينطبق عليه قول النبي (ص): (ملعونٌ ملعونٌ!.. من ضيّع من يعول)..

39- إن الإنسان في حياته اليومية وإلى أن يموت، لا بد وأن يبتلى بجهلة من أرحامه أو من غير أرحامه، في مجال عمله أو في دائرة معاشرته.. والمؤمن إذا تنزل إلى هؤلاء الجاهلين، فإنه يتنزل إلى مستوى الجهال، ويشغل نفسه بعوالمهم..

40- إن المؤمن إذا تجاوز في حد من حدود الله، فهو بحد ذاته تلك الساعة ليس بمؤمن، ولا وزن له.. فلعله كان قبل ذلك من العباد والزهاد، وممن له الوزن قبل الغضب وبعده.. فإذن، لماذا يقيم الإنسان وزنا لما لا وزن له في حال الغضب؟..

41- إن السجود في حقيقته هو السجود الروحي.. فالسجود حركة قلبية، وهذه السجدة الظاهرية هي حركة البدن.. فالساجدون لله عز وجل، والمحترفون السجود، هؤلاء لهم عوالم لا تقدر ولا توصف.. فلهم سير إلى عالم الغيب..

42- إن السجود في عرف الأولياء والصلحاء، يعتبر سياحة روحية، وما أروعها من سياحة!.. لا تكلف مالاً ولا تعباً، ومتاحة في أية ساعة من الساعات..

43- إن الدعاء حركة القلب لا حركة اللسان، فاللسان يكشف عما في القلب.. فإذا كان القلب خاوياً، فحركة اللسان تكشف عن معنى لا وجود له..

44- إن رتبة فراغ القلب من كل شاغل سواه، من أعظم صور البلوغ النفسي، والسير العرفاني إلى الله عز وجل..

45- إن الإنسان الذي يقوم بأنواع العبادات، وأنواع المجاهدات: سيفاً، أو قلماً، أو قولاً، أو قدماً.. ولكنّ له قلبا مضطربا، وقلبا يخشى المستقبل، ويقلق على الماضي، وغير مستقر.. فهذا القلب مقطوع الصلة بعالم الغيب، ولا صلة له بالله عز وجل..

46- إن هناك فرقا بين أن يخاف الإنسان عذاب ربه، وبين أن يخشى ربه..

47- إن من صغّر الشهوات؛ يراها صغيرة جداً.. ولهذا فإن المؤمن لا يعاني من ترك الشهوات أبداً؛ لأنها حقـيرة فـي باطـنه..

48- إن الترتيب الطبيعي للكمال هو: القلب السليم، والمجاهدة العظيمة جدا، ومن ثم الصدقة الجارية العظيمة..

49- قد يكون الإنسان -حسب الظاهر- خالي القلب من الشرك، وحب المعاصي.. ولكن له في الدنيا نقاط حب وتعلق؛ فكلما أراد أن يتوجه إلى الله عز وجل، تأتي هذه النقاط لتكون حاجبا بينه وبين الله عز وجل..

50- إن المقامات لا تُعطى جزافا.. فالذي يريد درجة عند الله عز وجل، ويريد أن يكسب هذه الدرجة في زاوية المسجد، أو في هدوء المنزل، وبأعمال لا تكلفه كثيرا من المجاهدة.. فإن هذا لا يصل إلى درجة، وإنما يُعطى الأجر يوم القيامة.. ولكن مقامات الخواص: الخلة، والقرب المتميز، لا بد فيه من المرحلتين: مرحلة القلب السليم، ومرحلة الجهاد العظيم.. وحينئذٍ ما أحلاها من جائزة إلى يوم القيامة!..

51- إن الله -عز وجل- هو الذي يحول بين الشيطان وبين قلوب عباده، فإذا أراد أن يخذل عبده رفع تلك الحماية.. فعندئذ يأتي الشيطان، ويعشعش في وجوده..

52- إن الإنسان الذي له شيطان قرين، وهذا الاقتران في الذات، وفي الباطن.. هل هذا الإنسان تنفعه المساجد، والمجالس؟.. وهل تنفعه المواعظ؟.. وهل تنفعه الثقافة العامة، والكتاب؟.. وهل تنفعه العبادة؟.. إذا كان من الداخل لا هوية له، فماذا ينفعه الوجود الخارجي؟!..

53- إن هناك من يقول: ربي الله -ملايين المرات- ولكن لا يدخل في قلبه شيء من الاطمئنان، ولا ينتفي عنه الخوف والحزن!..

54- إن الإنسان الذي يعيش مشاعر العبودية؛ فإن لهذا الإحساس رصيدا فكريا.. فهو يعيش مشاعر العبودية؛ لأنه يرى أن هناك مولوية وربوبية في الوجود..

55- يلاحظ على بعض المؤمنين التذبذب والتراجع، والتقدم والتأخر: فتراه ليلة القدر يترقى، ثم ينزل، ثم يترقى في موسم الحج، ثم ينزل، ثم يترقى.... وهكذا، إنما يكون كذلك؛ لأن ليس له قانون أساسي..

56- إن الشيطان في كل يوم ينصب للمؤمن فخا، وتجاوز هذا الفخ يحتاج إلى معاملة جديدة في كل يوم.. ولهذا، فإن المؤمن لا ينفك عن الصراع اليومي..

57- إن الشخص الذي يعيش دون خوف من المستقبل، ودون حزن من الماضي أو الحاضر؛ فمعنى ذلك أنه إنسان يعيش في قمة السعادة النفسية، ويطير في أجواء عليا، هؤلاء هم أصحاب الجنة!.. فمع أنهم في الدنيا، ولكنهم يعيشون أجواء الجنة ونعيمها، ويمتلكون مشاعر أهل الجنة!..

58- إن غاية منى السالكين إلى الله عز وجل، أن يصلوا إلى درجة يكونون بعين الله، ويكونون تحت رعاية الله..

59- إن علينا أن لا ننسى مرحلة الاصطناع عند الله عز وجل، وهي أن يكون الإنسان مصطنعا في عين الله عز وجل، وأن يكون كبيرا في عين الله عز وجل، وأن يكون مرضيا عند الله عز وجل.. وإن لم يعترف به أحد من البشر.

60- إن الإنسان المؤمن لا يهمه الصيت، ولا التأثير الاجتماعي.. فإذا أراد الله عز وجل، يفتح له سبيل التأثير في الناس.. وقد يصطفيه لنفسه، ويلقي عليه عمدا عنصر الكتمان والجهالة، ليبقى مجهولاً بين الناس.. ولهذا أُمرنا أن لا نحتقر أحداً، فلعله الولي عند الله عز وجل..

61- إن المؤمن كلما زيد في إيمانه، زيد في بلائه..

62- إن الذي يريد أن يكون بعين الله عز وجل، عليه أن يسلب من نفسه كل إرادة..

63- إن الإنسان الذي تكون لديه إرادة، ويحب أن يصل إلى الله -عز وجل- بتخطيطه هو؛ فإن هذا ليس من التكامل في شيء..

64- إن المؤمن مشغول بالتسبيح من الصباح إلى المساء..

65- إن الإنسان المؤمن قد يعيش حالة اللاتسبيح، ويتهم الله في قضائه.. هو مستسلم وصابر لحكم ربه؛ ولكنه يعيش في أعماقه حالة عدم الرضا.. وبالتالي، فإن هذا غير مسبح، ولم ينزه الله حق التنزيه، فهو يتهمه لا شعوريا بأنه غير رؤوف، وغير حكيم، وغير لطيف..

66- إن الإنسان الذي عندما تأتيه بلية، ويتمنى في قرارة نفسه أنه لو لم تأته هذه البلية المقدرة منه سبحانه.. فكأنه يقول لربه -سواء اعترف بذلك، أم لم يعترف-: يارب!.. لو لم تفعل، لكان أفضل، وأحكم.. وهذا هو معنى عدم التنزيه، وعدم التسبيح الحقيقي..

67- إن من معاني التسبيح: أن يتحول الإنسان المؤمن إلى موجود إيماني، لا يعيش أدنى درجات التبرم بالقضاء والقدر في سويداء قلبه.. فهو يحب كل ما يأتي من الله عز وجل، وإن كان مكروها لديه.. ومن هنا التسبيح الحقيقي، يدفع كل هذه الآفات الباطنية..

68- إذا أراد المؤمن أن يصل إلى مرحلة الكون بعين الله عز وجل، عليه أن يتبرأ من كل حول ومن كل قوة.. ويكون بين يدي الله سبحانه كالعبد المملوك، الذي لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا..

70 - إن القرآن الكريم مليء بالأمر بالتقوى، وليست التقوى إلا الكفَّ عما لا يُرضي الله عز وجل: عملاً بالواجب، وإنتهاءً عن المحرم..

71- إن الأمر بالتقوى خطاب للمسلمين وللمؤمنين: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ}.. أما عندما يصل الأمر إلى المحاسبة، فإننا نلاحظ تغييرا في لحن الآية: {وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ}.. لكن مراقبة النفس أمرٌ صعب، فهو أمرٌ لا يلتفت إليه الخلق.. وكأن هذه النفوس التي تنظر إلى ما قدمت لغد، نفوس في غاية القلة وفي غاية الندرة..

72- كيف للإنسان أن يتقي غضب الله -عز وجل- وهو لا ينظر إليه، ولا يهتم بمراقبته؟.. فيعصيه، وقد جعله أهون الناظرين إليه!.. وعليه، صحيح أن التقوى هي تكليف الجميع، ولكن هذه التقوى لا تتكامل ولا تعطي ثمارها المرجوة، إلا بالمراقبة والمحاسبة.. يقول الكاظم (ع) كما في الرواية: (ليس منا مَن لم يحاسب نفسه في كلّ يوم)..

73- {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}، إن نسيان الله -عز وجل- قد يجتمع مع الطاعة.. حيث أن البعض قد يطيع رب العالمين، فيصلي ويتعود على الصلاة.. فيصبح وجودا تلقائيا يعبد الله عزّ وجلّ، ولكنه لا يعيش حالة الذكر الدائم ولا المتقطع.. فإذن، إن نسيان الله -عز وجل- يكون تارة بعدم الاعتراف به والتحدي؛ وهو الكفر.. وتارة يكون في مقام العمل، ومن منا يذكر هذه الصورة العُظمى في الوجود؟.. هذا الوجود الحقيقي الذي لا يساويه وجود!.. فكل وجود رشحة من رشحات فيضه!.. مَن منا يذكر الله عز وجل؟..

74- إن نسيان الله عزّ وجلّ، سوف يدعو الإنسان إلى نسيان نفسه بترك المراقبة.. الإنسان الذي لا يراقب نفسه، قد نسي نفسه.. ولهذا، فإن الإنسان المصلي الذي يصلي بقلب غافل، هو إنسان نسي نفسه..

75- إن نسيان الله عز وجل: إما هو فسقٌ خفي، أو مقدمة لفسق جليّ..

76- إن التدبر في القرآن الكريم، هو مفتاح التكامل..

77- إن كلمة {تبارك} في سورة تبارك هي وصف لله تعالى، أي ذلك الرب هو الذي تصدر منه البركات الكثيرة.. ويجب أن نتأسى بالله -عز وجل- في هذه الصفة..

78- إن من صفات المؤمن، أنه وجود مبارك ومثمر أينما حلّ ونزل، وفي أي دائرة يوضع فيها، لأنه مرتبط بالله تعالى.. فالله تبارك، والمؤمن تبارك.. ومعنى ذلك أن الله -تعالى- تصدر منه الخيرات الكثيرة، وخيرات الله -عز وجل- لها أسباب.. والمؤمن المنتقى والمصطفى هو من مجاري بركات الله..

79- إن الموت في نظر الناس فناء، وعدم، وصيرورة إلى التراب.. ولكن القرآن يقول: لا، ليس كذلك، بل العكس!.. فقد ذكر الموت قبل الحياة؛ لأن الموت أشرف من الحياة، فهو انتقال للثمرة..

80- إن الموت بالنسبة للمؤمن، هو الانتقال إلى قاعة الاحتفالات الكبرى، لأخذ الجائزة من الله تعالى.. فشوقه للموت، أكثر من شوقه للحياة!..

81- إن على المؤمن أن لا يصاب باليأس، إن لم يفعل الخيرات، ولم يتمكن من الإنفاق.. ولكن المهم هو أن يقدم أحسن الأعمال، وإن كان بسيطا؛ فإن هذا العمل يتقبله الله تعالى..

82- إن الإنسان لو عاش من دون فتنة في هذه الدنيا؛ سيكون سريع الاسترخاء، والتثاقل إلى الأرض.. فالبلاء في حياة المؤمن، بمثابة الشوك على الأرض..

83- إن الشيطان جعل للمؤمن طعماً في فخ، وفخ المؤمن إنما هي الدنيا بمتعها وشهواتها.. وهذه الأشواك النابتة لا تجعل المؤمن يستلقي على الأرض ويتثاقل، فكلما أراد أن ينسى الله -عز وجل- وإذا بصفعة من عالم الغيب: في بدنه، أو في ماله، أو أهله، أو أمنه، أو سلامته..

84- إن البلاء الذي لا يفقد المرء التوجّه إلى الله عز وجل، والذي لا يمنع من عبادة الله عز وجل؛ فهذا ليس ببلاء..

85- إن المؤمن يوم القيامة يتمنى لو لم تستجب له دعوة واحدة، لما يرى من التعويض في ذلك العالم..

86- إن أصحاب البلاء المستمر، يعيشون في جو من الرحمة الإلــهية المبطنة.. ولطالما رأينا أنواعا من التوفيق، يحصل عليها هؤلاء بعد فترة من البلاء..

87- إن المؤمن يجب أن لا يتبرم من البلاء، ولكن بشرط أن لا يكون هو سبباً في ذلك البلاء.. فالإنسان الذي يسقط نفسه في المهالك، يكون قد خالف قول الله تعالى: {وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ}.. فإذا أهلك نفسه، فلله -عز وجل- أن لا يؤجره على ذلك، إلا تكرماً ولطفاً وفضلاً..

88- إن الدنيا لا ذنب لها، فالدنيا عبارة عن مواد خام غير ناطقة.. والذي يحوّل الدنيا إلى أداة للفساد، أو إلى أداة للصلاح، يعتمد على طبيعة الارتباط، وكيفية تعامل الإنسان مع الدنيا، هل هو تعامل من اتخذ الدنيا مزرعة للآخرة؟..

89- إن الدنيا بصخبها وفتنتها وضجيجها، تجمع شهوات الدنيا.. ويجب على الإنسان أن لا يعطي الدنيا أكبر من حجمها، بحيث تستبدل بها الآخرة..

90- إن الإنسان إذا حوّل تعامله مع أهله وولده وماله إلى تعامل إسلامي شرعي، فقد أمن من كيد الشيطان؛ لأن الشيطان يأتي من هذه الأبواب المعروفة: النساء، والبنين، والأموال.. فهذه ثلاثة أبواب رئيسية، إذا جعل الإنسان على كل باب رصيداً، ومحاسباً، ورقيباً، فبإمكانه أن يتجاوز هذه المراحل بنجاح..

91- من رأى بأن سلوكه في هذه الدنيا حسب الظاهر سلوك مرضي، وعاش في أعماق وجوده الرضا بقضاء الله وقدره؛ فعندئذٍ هو في الدنيا يعيش حالات أهل الجنة، ولا يهمه أن يفقد شيئا من متاع الدنيا..

92- إن على المؤمن أن يدعو الله عز وجل، أن لا يعطيه من الدنيا، ما يوجب له الانشغال عن الله سبحانه وتعالى..

93- إن اللسان الذاكر جيد، ولكن اللسان الذاكر يتوقف.. أما إذا تحول الإنسان إلى روح ذاكرة، وإلى قلب ذاكر، فما دام ينبض بالحياة؛ فهو ينبض بالذكر..

94- لماذا عامة الناس يذكرون الله في المسجد، وإذا خرجوا نسوا الله عز وجل؟.. ولماذا عامة الحجاج يذكرون الله في أيام معدودات أو أيام معلومات، فإذا رجعوا إلى أوطانهم نسوا الله عز وجل؟.. إن سبب ذلك لعدم وجود الرصيد الثاني، {وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً}..

95- إن المؤمن إذا احتكم إلى الشريعة، عليه أن يخضع أولا خارجيا ثم باطنيا، أي أنه يعيش حالة الاستسلام التام لرأي الشريعة.. وهذه الحالة لا يمكن أن تتحقق، إلا إذا عاش الإنسان جو العبودية الكاملة لله عز وجل..

96- إذا عمل الإنسان يوما بحكم الشريعة، وهو يعيش التثاقل.. فمعنى ذلك أن هذا الإنسان ملحق بجماعة من المنافقين..

97- إن النفس الأمارة بالسوء، هي النفس التي لم تخرج من فلك الشهوات والملذات، لدرجة أنها أصبحت أسيرة تلك الشهوات..

98- إن النفس اللوامة، هي النفس التي ما زالت في حالة تجاذب بين الهدى وبين الهوى.. فهي تعيش حالة وسطية بين برزخ النفس الأمارة بالسوء، وبين النفس المطمئنة..

99- إن النفس المطمئنة وهي آخر مراتب الكمال البشري، التي يصل إليها البشر من خلال تهذيب الروح، لإخراجها من عالم الأمارية إلى عالم اللوامية.. ومن ثم السعي للتشبه بتلك النفوس المطمئنة..

100- لا بد لنا أن نعلم أن رضوان الله تعالى، ليس أمرا جزافيا بعيد المنال.. إنما الإنسان هو الذي بيده أن يرسم هذا الرضوان..


منقول من شبكة السراج الى الله